-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
على مدى العقود الماضية ظل النظام الإيراني يجعجع هو ومليشياته ضد إسرائيل والموت لها؛ دون أن يجرؤ نظام قم ليس فقط بإطلاق رصاصة واحدة ضد أي إسرائيلي فحسب بل لم يستخدم القوى النووية والصاروخية البالستية ضد المدن الإسرائيلية وهي ضمن مرمى نيرانه؛ وغير بوصلة صواريخه ومسيراته وسلاحه الطائفي المليشياتي المدمر ضد الشعب العراقي والسوري واللبناني واليمني والأعيان المدنية السعودية.. وظل على الدوام على نفس وتر «الجعجعة المجانية» يرغي ويزبد ولا نرى أي طحن بل نرى خضوعا وخنوعا؛ فهو يستعرض قوته العسكرية إعلامياً بحضور لافت دون أن يضع نفسه في موقع المواجهة العسكرية.. النظام الإيراني يعترف ويتباهى بدعمه المرتزقة الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، وشبيحة الأسد، والحشد الشعبي وأتباعه في العراق، فضلا عن استخدام تنظيم الإخوان المسلمين والقاعدة (كمخالب قطط) لإيذاء الدول، ونشر الطائفية، ضمن أطماعه في مد النفوذ، وحلمه بعودة الإمبراطورية الفارسية البائدة. وفي أحدث مسلسلات الجعجعة الكلامية المجانية.. حملت إيران، أمس (الإثنين)، إسرائيل مسؤولية الهجوم الذي استهدف أحد مفاعلاتها النووية، وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» أن وزير الخارجية جواد ظريف اتهم إسرائيل بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف (الأحد) منشأة نطنز النووية في محافظة أصفهان. بمقابل هذا الهجوم الإسرائيلي قامت مرتزقة الحوثي المدعومة من نظام الملالي بإطلاق صواريخ على الأعيان المدنية السعودية..

إنهم حفنة مجعجعين يخدمون سيد الجعجعة تحت مزاعم المقاومة، ويعرفون العواقب جيدا. فحتى ولو اندلعت حرب ضد إيران فإنهم سيعودون إلى كهوفهم.. نظام خامنئي لم يرد على مقتل قاسم سليماني ولا على مقتل زادة، وظل يجعجع حتى اختفى وتوقف صوته. متى نرى إيران تنتقل من الشعار الكاذب (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل) إلى العمل الفعلي ضد إسرائيل، ولو بإطلاق صاروخ واحد على إسرائيل من تلك الصواريخ إيرانية الصنع العبثية التي يطلقها الحوثيون نيابةً عنها على المملكة، في عدوان سافر يتم التصدي له وإفشاله بجدارة وشجاعة من رجال قواتنا البواسل. إيران تعرف جيدا حدود قدراتها العسكرية. وهي لن تجرؤ على خسارة حرب أخرى أكثر كلفة مما سبق. ومن فضائل جعجعة خامنئي -إن كانت له فضيلة- أنها لا تكلف الكثير، فهي تستقطب عواطف الشارع الإيراني المغلوب على أمره وبقية المليشيات الذين يشترون بشعارات فارغة وبمظلومية وناصية كاذبة. إنها حقبة الجعجعة الإيرانية المجانية من البحر إلى النهر. الملالي والحوثي يستهدفان الأعيان السعودية. إسرائيل تقصف «مفاعل نطنز» وإيران تهمس مجعجعة.